الأحد، 1 ديسمبر 2019

شعر: (ما قَالتْه هبةُ في فلسطين)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 19-2020


² مَا قَالَتْهُ هِبَةُ فِي فَلَسْطِينَ ²
يَا قُدْسُ، اليَوْمَ أَرْثِيكِ
وَقَلْبِـي تَنْهَشُهُ الأَحْزَانْ
أَرْثِيكِ، فَلَـمْ يَعُدْ مَعْنًى لِـمُوَاسَاةِ الـخِلاَّنْ
أَرْثِيكِ... وَالقَلْبُ أَحْرَقَتْهُ الأَشْجَانْ
اليَوْمَ اقْتَلَعُوا جُذُورَكِ مِنَ الأَعْمَاقْ
أَعْلَنُوكِ عَاصِمَةً لـ "إِسْرَائِيلْ"
اليَوْمَ أَجْهَضُوكِ مِنْ فَلَسْطِينْ
اليَوْمَ اغْتَالَتْكِ "تَلْ أَبِيبْ"
فَهَلْ سَتَشْرَبِينَ الكُفْرَ وَالـفُجُورَ فِي الـحَلِيبْ؟
هَلْ سَتَتَحَوَّلِينَ مَرْتَعًا لِلْفَسَادِ وَمَقَرًّا لِلتَّعْذِيبْ؟
أَجِيبِينِـي، يَا قُدْسُ.
هَلْ نَحْنُ الـخَوَنَةُ أَمْ نَحْنُ الـمُذْنِبُونْ؟
هَلْ نَحْنُ الضَّحَايَا أَمْ نَحْنُ الـمُجْرِمُونْ؟
هَلْ نَحْنُ الفَاشِلُونَ وَهُمُ النَّاجِحُونْ؟
أَمْ نَحْنُ الـخَاسِرُونَ وَهُمُ الـمُنْتَصِرُونْ؟
اُعْذُرِينَا، يَا قُدْسُ، فَنَحْنُ الـجُنَاةْ.
فَرَّطْنَا فِيكِ فِي غَفْلَةٍ مِنَّا
وَأَفْرَطْنَا فِي النَّوْمِ وَالسُّبَاتْ
تَكَالَبَ قَادَتُنَا عَلَى الكَرَاسِي
وَجَـمْعِ الـمَالِ وَالتَّرَفِ وَالتُّرَّهَاتْ
وَكُنَّا مُـجَرَّدَ فِرَاخٍ لاَ تُـحْسِنُ إِلاَّ الْتِقَاطَ الفُتَاتْ
فَكَانَ ذَاكَ اليَوْمُ الـمَشْؤُومُ
وَتِلْكَ عَاقِبَةُ الإِهْـمَالِ وَالاِنْفِلاَتْ
نُوحِي، وَوَلْوِلِي، أَيَّتُهَا الشُّعُوبُ العَرَبِيَّهْ
لَقَدْ قَدَّمْتِ فَلَسْطِينَ لِلظَّالِمِينَ هَدِيَّهْ
فَكَيْفَ سَتَبْقَى القُدْسُ أَبِيَّهْ؟
كَيْفَ سَتَصْمُدُ فَلَسْطِينُ السَّخِيَّهْ؟
مَا دَامَتْ قُلُوبُنَا بِالضَّلاَلِ شَقِيَّهْ؟
مَا دَامَتِ الـحَيَاةُ وَالـمَوْتُ
فِي قُلُوبِ الـمُسْلِمِينَ مَسْأَلَةً سَوِيَّهْ؟
هبة الله السّاسي
² معهد المنتزه، 1ث7، نوفمبر 2019 ²

صورة مِن النّات