الأحد، 2 فبراير 2020

شعر: (رِحلَةٌ إلَى الغَد)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 19-2020


d رِحْلةٌ إلَى الغَد c
جِئْتُكَ، يَا بَـحْرُ، اليَوْمَ أَشْكُو إِلَيْكَ
جِئْتُكَ وَالقَلْبُ اليَوْمَ يَبْكِيكَ
جِئْتُكَ وَبِدُمُوعِي اليَوْمَ أَسْقِيكَ
جِئْتُكَ وَقَدْ هَجَرْتُ الأَهْلَ وَالـخِلاَّنْ
جِئْتُكَ وَالقَلْبُ تَنْهَشُهُ الأَحْزَانْ.
اِرْحَـمْنِـي، يَا بَـحْرُ
فَالقَلْبُ لَـمْ يَعُدْ يُطِيقُ الفِرَاقْ
اِرْحَـمْنِـي، فَشَمْسِي تَـمَنَّعَتْ عَنِ الإِشْرَاقْ
اِرْحَـمْنِـي، فَقَلْبِي شَدِيدُ الاحْتِرَاقْ
اِرْحَـمْنِـي، أَنَا أُمٌّ تَلاَعَبَتْ بِهَا الأَقْدَارْ
رَمَتْ بِأَكْبَادِهَا فِي قَوَارِبِ الـمَوْتِ وَالانْتِحَارْ
أُمٌّ سَهِرَتْ لَيْلَ نَهَارْ
لِتُنْشِئَ جِيلاً يَرْفُضُ الانْكِسَارْ
جِيلاَ لاَ يُؤْمِنُ إِلاَّ بِالانْتِصَارْ.
لَكِنَّكَ اليَوْمَ بِتَّ أَنْتَ صَاحِبَ القَرَارْ
تَرْسُمُ أَحْلاَمًا وَهْمِيَّةً لَيْسَ لَـهَا مَسَارْ
أَحْلاَمًا تُـجَمِّدُ العُقُولَ، تُكَبِّلُ الأَفْكَارْ.
يَا بَـحْرُ، خُذْ جَسَدِي قُرْبَانْ
وَأَخْرِجْ وَلَدِي لِيَعِيشَ فِي أَمَانْ
فَلاَ حَاجَةَ لَنَا بِاليَاقُوتِ وَالـمَرْجَانْ
وَلاَ بِـمَدَائِنِ رُومَا وَالـهِنْدِ وَبَاكِسْتَانْ
تَنَهَّدَ البَحْرُ فِي سَكِينَهْ:
«اِرْفَعِي رَأْسَكِ، أَيَّتُهَا الأُمُّ الـمِسْكِينَهْ
نُوحِي، وَلاَ تَكُفِّي عَنِ البُكَاءْ
نُوحِي، فَأَجْسَادُ أَوْلاَدِكُمْ صَارتْ أَشْلاَءْ».
لَقَدْ دَقَّ نَاقُوسُ الـخَطَرْ:
أَذْهَانٌ تَـحْلُمُ، وَأَجْسَادٌ تَنْتَحِرْ
عُقُولٌ تُغْتَالُ، وَأَرْوَاحٌ تُـحْتَضَرْ
عُيُونٌ دَامِعَةٌ، وَقُلُوبٌ مِنْ حَـجَرْ
اِنْتِحَارٌ، مَوْتٌ، جَرَائِمُ لاَ تُغْتَفَرْ
إِلَى أَيْنَ أَنْتُمْ سَائِرُونَ، يَا مَعْشَرَ البَشَرْ؟
فِي كُلِّ يَوْمٍ بَسْمَةٌ تَنْتَحِرْ
وَأُمٌّ ثَكْلَى تُصَارِعُ القَدَرْ
وَمَوْتٌ غَيْرُ مُنَتَظَرْ.
فَلَوْ عَلَّمْتِ ابْنَكِ كَيْفَ يُـحِبُّ بِلاَدَهْ
وَأَرْضَ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهْ
لـمَا حُرِمَ مِنْ رُؤْيَةِ أَحْفَادِهْ
فَأَرْضُنَا سَخِيَّة، وَأَرْضُهَا مِعْطَاءٌ نَدِيَّة
وَلَوْ خَدَمُوهَا بِكُلِّ صِدْقِ نِيَّة
لَـجَادَتْ بِـخَيْرَاتِـهَا وَكَانَتْ عَلَى الـخَرَابِ أَبِيَّة.
فَبِلاَدِي، وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ، هِيَ الأُمُّ وَالأُخَيَّة
وَالصَّدِيقَةُ الـمُخْلِصَةُ الوَفِيَّة.
إِنَّ الأَحْلاَمَ الوَرْدِيَّةَ لاَ تُـحَقِّقُهَا قَوَارِبُ الـمَوْتِ
وَلاَ الهِجْرَةُ غَيْرُ الشَّرْعِيَّة.
d هبة الله السّاسي c
1 ث 7 : 31 جانفي 2020


السبت، 1 فبراير 2020

رسم: (كليلةُ ودمنةُ)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 2019-2020


شعر: (لَن أنحنيَ للقدَر)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 19-2020

² لَنْ أَنْحَنِيَ لِلْقَدَرْ ²

أَنَا قَوِيٌّ رَغْمَ الأَحْزَانْ.

أَنَا جَرِيءٌ رَغْمَ قُوَّةِ الـمَصِيرْ.

أَنَا سَأُقَاوِمُ مَا دُمْتُ حَيًّا.

أَنَا سَأَصْرُخُ، وَلَنْ أَصْمُتَ.

أَنَا لَنْ أَدَعَ القَدَرَ يَنْتَصِرْ.

أَنَا لَنْ أَدَعَ اليَأْسَ يَطْرُقُ بَابَ أَمَلِي.

أَنَا لَنْ تَكْسِرَنِـي الـحَيَاةْ.

لَنْ يَغْتَالَنِـي القَدَرْ.

لَنْ يَـمُوتَ الأَمَلُ.

لَنْ يُهْلِكَنِـي الفَشَلْ.

حَلَمْتُ بِالأَمْسِ حُلْمًا..

كَانَ مِنْ مَاضٍ قَدْ عَبَرْ.

رَأَيْتُ فِيهِ نَفْسِي عُصْفُورَةً لِلْأَمَلْ،

أُرْجُوَانَةً لِلْقَدَرْ.

أرَكْضُ لاَ أُبَالِـي بِـمَا وَقَعْ

أَنْشُدُ الـحُرِّيَّةَ مِنْ صَوْتٍ مِنْ ذَهَبْ

وَأَقُولُ: لَيْتَ الوَاقِعَ مِثْلُ هَذَا الـحُلْم

أَنْظُرُ لِلشَّمْسِ وَلِلْقَمَرْ.

وَأَقُولُ: هَلْ يَهَبُنِـي اللهُ لِقَاءً بِـهِمَا؟

فَتَهِيمُ نَفْسِي بِـمَنْ رَحَلَ وَذَهَبْ

وَتَبْكِي عَيْنِـي لِفِرَاقِ مَنْ أَحْبَبْتُ.

وَتَصْفَعُنِـي صَفْحَةُ الوَاقِعِ.

هَا قَدْ عُدْتُ مِنَ الـحُلْمِ.

وَتَقُولُ أُمِّي: إِلَى رَكْبِ الـحَيَاةِ اِمْضِي.

فَالأَحْلاَمُ لاَ تَبْنِـي العَمَلْ.

وَالأَيَّامُ لَنْ تَكُونَ كَمَا كَانَتْ.

نَـحْنُ فَقَطْ نَنْفِي الوَاقِعَ الـمَجْنُونْ

هَكَذَا هُوَ مُنْذُ البِدَايَةِ.. لَـمْ يَتَغَيَّرْ.

فَيَا حَسْرَتِـي عَلَى هَذَا الـحُلْم.

² هبة الله السّاسي ²

 1 ث 7 : 25 جانفي 2020 


  حديقةُ البلفدير بتونس، عدسةُ: فوزيّة الشّطّي