الخميس، 9 فبراير 2023

شعر: (الحبُّ الممنوع)، ياسمين قرامي، 1ث1، المنتزه، 22-2023

الـحُبُّ الـمَمْنُوعُ الـمُخَبَّأُ وَرَاءَ الـمَشَاعِرِ التِّلْقَائِيَّةِ

إِنَّ عَيْنَيْكَ لَنْ تَتْرُكَنِـي أَنَامْ

كُلَّمَا حَدَّقْتُ فِي مُـخَيِّلَتِـي، تَذَكَّرْتُ ذَلِكَ الزَّمَانْ

يَا وَيْلِي مِنْ حُرْقَةِ قَلْبِـيَ الوَلْـهَانْ

ذَاكَ الَّذِي لَنْ تَتْرُكَهُ فِي أَمَانْ

أَحْبَبْتُكَ بِكُلِّ ثِقَةٍ وَأَمَانْ

لَيْتَكَ تَعُودُ كَأَيَّامِ زَمَانْ

أَحْبَبْتُكَ حُبًّا لاَ يُوصَفُ، حُبَّ عَاشِقٍ وَلْـهَانْ

قُلْ مَا شِئْتَ،

فَأَنَا لاَ أُبَالِي بِالكَلاَمِ الـمُخَبَّأ بَيْنَ الـمَشَاعِرِ وَالكِتْمَانْ

لِأَنِّي قُلْتُ "أُحِبُّكَ" مُنْذُ زَمَانْ

لَـمْ أَسْتَطِعْ نِسْيَانَكَ، يَا فُلاَنْ

أَرْجُوكَ أَنْ تَذْهَبَ وَتَتْرُكَنِـي أَنَامْ

أَحْبَبْتُكَ، وَلَـمْ أَسْتَطِعْ نِسْيَانَكَ رَغْمَ مُرُورِ الزَّمَانْ

كُلَّمَا اقْتَرَبْتَ مِنْ غَيْرِي،

لاَزَمَنِـي صَمْتٌ غَرِيبٌ رَهِيبْ

لَـمْ أَسْتَطِعْ وَصْفَهُ لاَ أَنَا وَلاَ الطَّبِيبْ

الـحُبُّ لَيْسَ بِالكَلاَمِ بَلْ بِالبُرْهَانْ

صَوْتٌ يُـخَاطِبُنِـي بِضَمِيرْ

وَكَأَنَّهُ صَوْتُ ذَلِكَ اللَّئِيمْ

إِنَّهُ صَوْتُ قَلْبِـي الـمِسْكِينْ

كُلَّمَا نَظَرْتُ فِي عَيْنَيْكَ، اِنْتَابَنِـي شُعُورٌ غَرِيبْ

إِنَّهَا دَقَّاتُ قَلْبِي الوَحِيدْ

نَظَرَاتٌ لَطِيفَةٌ خَبِيثَةٌ ظَرِيفَةٌ لَنْ تَدَعَنَا نَفْتَرِقُ بِالـحُسْنَى وَالأُخُوَّة

بَلْ بِالضَّغْطِ وَالقُوَّة

اِبْتَسَمَ قَلْبِي ابْتِسَامَةً خَفِيفَة

لَعَلَّهُ يَتَوَاصَلُ كَقِصَّةِ حُبِّـي السَّخِيفَة

اِنْتَظَرْتُ هَذِهِ اللَّحْظَةَ مُدَّةً طَوِيلَة

لَيْتَهَا تَتَكَرَّرُ بِلاَ نِـهَايَةٍ قَصِيرَة

كُلَّ يَوْمٍ أَشُمُّ رَائِحَةَ ذَاكَ الـحُبِّ الـمُخَبَّأ فِي قَلِبِ الـمُعَلَّق

نَظَرْتُ فِي عَيْنَيْكَ اللَّتَيْنِ تَضْحَكَانْ

وَهُـمَا تَنْبَعِثَانِ مِنْ وَجْهِكَ الفَتَّانْ

وَجْهِكَ الَّذِي يُـخَبِّئُ الـمَشَاكِلَ وَالأَحْزَانْ

رَمَقْتُكَ مَرَّةً تَنْظُرُ إِلَيَّ بِوَجْهٍ مِلْؤُهُ السَّعَادَةُ وَالـحَنَانْ

لَكِنْ يَتَحَوَّلُ حِينًا عَاصِفَةً هَوْجَاءَ تَنْقُلُ الـمَشَاكِلَ وَالأَحْزَانْ

اِنْتَابَنِي إِحْسَاسٌ غَرِيبْ، أَيُّهَا الوَلَدُ العَنِيدْ

لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ مَوجُودَة

أَقْوَالٌ وَمَشَاعرُ مَكْتُومة، فِي ذِهْنِ تِلْكَ الـمَجْنُونَة

لَنْ أَذْكُرَ اسْمَكَ إِلاَّ لِلضَّرُورَةِ القُصْوَى

إِنَّ الشُّعُورَ مَكْتُوم بَيْنَ الـمَشَاكِلِ وَالـهُمُومْ

كَلَّمَا تَذَكَّرْتُ تِلْكَ الأَيَّامَ الَّتِي تَعَاقَبَتْ فِيهَا الأَحْدَاث

أَحْدَاثُكَ وَتَصَرُّفَاتُكَ الَّتِي بَدَتْ كَالتَّخَيُّلاَتْ

جَمِيلٌ أَنْ تُنْسِيَنِـي هَـمِّي وَلَوْ لِبُرْهَةٍ قَصِيرَة

تَـمَنَّيْتُ أَنِّي لَـمْ أَجْرَحْكَ بِكَلاَمِي

إِنَّ ذَلِكَ هُوَ مَصْدَرُ آلاَمِي

نَظَرْتَ فِي عَيْنَيَّ وَكَأَنَّكَ تَوَدُّ قَوْلَ شَيْءٍ مَـجْهُولْ

إِنَّهُ عَقْلُكَ غَيْرُ الـمَفْهُومْ

رَنَّتْ خُطُوَاتُكَ كَأَنَّها رَنَّةُ الـجَرَسْ

أَكْرَهُ تِلْكَ الـمَجْنُونَةَ الَّتِي تَسْرِي فِي عُرُوقِكَ

كَمَا يَسْرِي فِيرُوسُ كُورُونَا.

التّلميذة: ياسمين قرامي، 1ث1، معهد المنتزه، 2022-2023

صورة مِن النّات

الأربعاء، 8 فبراير 2023

مقال: (موقفي مِن أسلوب الحكاية المثليّة)، سارّة المرابطي، 1ث2، المنتزه، 22-2023

موقفي مِن أسلوبِ الحكاية الـمَثَليّة

 المنطلق:

وظّف عبدُ الله بنُ المقفّع الحيوانَ كي يُـمثّلَ به عالَـمَ البشر.

هل يعجبُك أسلوبُ الحكايةِ الـمَثَليّة هذا؟

الجواب:

إنّ توظيفَ ابنِ المقفّع للحيوان كي يُـمثّلَ الشّخصيّاتِ الموجودةَ في العالم البشريّ هو، حسَبَ وجهةِ نظري، توظيفٌ رائع يُعجبني حقّا. وأخصُّ بالذّكر 'الأسدَ' و'الثّورَ' اللّذيْن يمثّلان الشّخصيّةَ البريئةَ الموجودة بكثرةٍ في المجتمع الإنسانيّ والمظلومةَ بقسوةٍ مِن قِبل شخصيّةٍ بشريّة خبيثة تشبه 'دمنةَ'.

مِن أهمِّ العوامل الّتي جعلتْني أُعجَب بأسلوبِ ابن المقفّع هو أنّه يُوعّي الإنسانَ بخطورةِ تلك الشّخصيّاتِ المنافقةِ النّمّامة. ويُـمتّعني أيضا أن أقرأَ قصّةً مليئة بالتّشويقِ وبالأحداثِ المميَّزة. وهي قصّةٌ غنيّةٌ بالعِبرِ ومزركشةٌ بالحِكَم. بيد أنّ تشبيهَ الإنسانِ بالحيوان قد أزعجني قليلا. إذْ أنّ الإنسانَ ميّزه اللهُ تعالى عن باقي الكائناتِ بالعقل والعلم والتّفكير. لذا وجدتُ في الحكايةِ الـمَثَليّة بعضَ الـحطِّ مِن قيمةِ الإنسان. لكن ما شفَى غليلي هو الانتقاءُ الدّقيقُ للشّخصيّات. فقد رمزَ الكاتبُ للمكرِ بابنِ آوى، ورمزَ بالأسدِ للشّخصيّاتِ المرموقة الّتي تختصّ ببنيةٍ ذهنيّة ونفسيّة ضعيفة وثقةٍ هشّة بـمَن حولها، ورمز بالثّورِ للشّخصيّات المظلومة بسببِ الحاقِدين الحاسِدين.

إذنْ، حسنُ انتقاءِ ابن المقفّع للشّخصيّاتِ الرّمزيّة لن يزعجَ الإنسانَ أو يفقدَه إنسانيّتَه. لذا أعجبني تمثيلُ الواقعِ البشريّ تمثيلا متقَنا بعدّةِ شخصيّاتٍ خياليّة تعيش حسَب نواميسِ الغابة الحيوانيّة.

التّلميذة: سارّة المرابطي، 1ث2، معهد المنتزه، 2022-2023


❤ صورة مِن النّات ❤