الخميس، 11 أبريل 2024

تحرير فقرة: (الفرض التّأليفيّ 2)، محمّد ياسين الظّاهري، 2تك1، المنتزه، 23-2024


تحرير فقرة الفرض التّأليفيّ 2: دراسة النّصّ التّلميذ: محمّد ياسين الظّاهري

 2 إعلاميّة 1 معهد المنتزه الكبّاريّة 2024.3.14

v الموضوع:

«اِلْتَقَيْتَ بِالشَّاعِرِ العَبَّاسِيِّ الـمُجَدِّدِ "أَبِـي العَتَاهِيَةِ" صُدْفَةً. فَانْتَهَزْتَ الفُرْصَةَ لِتَتَحَاوَرَ مَعَهُ حَوْلَ الـمَذْهَبِ الزُّهْدِيِّ الَّذِي اعْتَنَقَهُ شِعْرِيًّا وَحَيَاتِيًّا». اُنْقُلْ مَا دَارَ بَيْنَكُمَا مِنْ حِوَارٍ في فَقرةٍ حِواريّةٍ مِنْ خمسةَ عشَرَ [15] سَطْرًا. [ملاحظة: يُعَبِّرُ التِّلميذُ عنْ رأيِه الخاصِّ في جَوهرِ الفقْرة]:

v التّحرير:

بينما كنتُ أتمشَّى في إحدَى الغاباتِ الجبليّة لأروّحَ عن نفسي، إذِ التقيتُ الشّاعرَ العبّاسيَّ الـمجدِّدَ "أبا العتاهية" جالسا على صخرةٍ مُطلَّةٍ على سائرِ أرجاء الغابة.

حيّيتُه. ثمّ جلستُ قربَه نتبادل أطرافَ الحديث. فبادرتُه قائلا:

-  لقد سمعتُ بمذهبِكَ الشّهير، "المذهبِ الزّهديّ"، الّذي اعتنقْتَه شعرا وحياة. فهلاّ حدّثْـتَني عنه، أيُّها الشّاعرُ المبدع.

فأخذ نفَسا عميقا. ثمّ أجاب بِكلِّ ثقة:

-   «قَدْ نِلْتُ مِنْ مَرَحِ الشَّبَابِ وَسُكْرِهِ». وعِثتُ فسادا في شبابي. لكنّي تُبْتُ بفضلِ الله توبةً نَصُوحا. فصرتُ أتذكّرُ مصيري في الحياةِ الدّنيا. ألا وهو حتميّةُ الموت. فهو مصيري ومصيرُك في هذا الامتحانِ، امتحانِ الحياة. لذا حرصتُ على هدايةِ النّاس مُنشِدا: «أَحَسِبْتَ أَنَّ لِـمَنْ يَـمُوتُ فِكَاكَا؟»، ودأبتُ على تذكيرِهمْ بقربِ دورِهم في الشُّربِ مِن نفسِ الكأسِ، كأسِ الانفصالِ عن العالمِ الفاني لِلرّحيل نحو العالمِ اللاّنهائيّ.

سكتُّ برهة. ثمّ أردفتُ بلهجةٍ متواضِعة:

-    إنّ حتميّةَ المنيّةِ أمرٌ لا شكَّ فيه. فالموتُ حقٌّ على كلِّ مخلوق. لكنْ أرى أنّ التّفكيرَ المستمرَّ في حتميّتِه يقتلُ الإحساسَ بفرحةِ الحياة. أنا أعتقد أنّ مذهبَك مأساويٌّ بعضَ الشّيء. فالموتُ يجب ألاّ نحزنَ لِـمجيئِه بل أن نعتبرَه تحوّلا نحوَ دارِ البقاء والخلود. وينبغي أنْ يكونَ الإنسانُ، حسَب رأيي، وسطيّا. أي أنْ يعملَ لدنياه كأنّه يعيشُ أبدا وأنْ يعملَ لآخرتِه كأنّه يموتُ غدا.

بعد محادثةٍ طويلةٍ ودّعتُ شاعرَنا "أبا العتاهيةِ". وعدتُ أدراجي إلى البيتِ لأقرأَ نسخةً مِن ديوانِه الشّعريّ كانَ أهداني إيّاها.

tv مراجعة: أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي vt


ليست هناك تعليقات: