الأحد، 16 يناير 2022

خاطرة: (جَدّي الغالِي)، أمل ضيف، 1ث1، المنتزه، 21-2022

جدِّي الغالِي

إنَّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون

جدّي الغالي: رحيلُه علّمني أنّ كلَّ شهقةِ فرح يتبعها صوتٌ صامت يقول: «لَوْ كَانَ مَعَنَا، لَاكْتَمَلَ الفَرَحُ...».

العائلةُ تشعرُ بالحزن لفقدانِ ماسةٍ مُضيئة: جدّي. لقد كان لحضورِه هيبةٌ وفي وجودِه بهجةٌ. كان قلبُه، قبل مجلسه، يفرحُ لنا. لا شيءَ مِن تفاصيله يبرح الذّاكرةَ: ابتسامته العذبة، رائحته الطّيّبة الّتي ما تزال في قميصِه الّذي تـخبّئه أمّي بين أحضانِ ملابسه.

جدّي: مَن سيعوّضنا عنه؟ مَن سيملأ الفراغَ الّذي أحدثه رحيلُه؟ قد يظنّ الجميعُ أنّي تجاوزتُ ذاك اليومَ. ولكنْ لا أحدَ يعرف أنّي ما زلتُ عالقةً في ذلك اليومِ وتلك السّاعةِ الّتي لم أفقْ مِنها حتّى الآن. ما يزال ألَـمُ فراقِك يكسرُ قلبي. ما زلتُ أتَـخيّل أنّ وفاتَك حلمٌ مزعج وأنّك على قيدِ الحياة. ما زالتْ صدمةُ رحيلك بداخلي. لقد كانت لجدّي عيونٌ أرى فيها السّعادةَ والحزن، الكفاحَ والحبّ، التّعبَ والفخر، المرضَ والخوف. وكلُّ ذلك مِن أجلنا.

جدّي، لقد عشتَ كريما، وتُوفِّيتَ عزيزا. وكنتَ جدّا حنونا رحيما. حتّى الفنُّ الفولكلوريّ بدوره فَقَدَ أحدَ أعمدتِه: جدّي. لقد رحل تاركا في أعماقنا حزنا لن تمحُوه الأيّامُ أبدا. بعد موتِه خلّف أبناءً وأحفادا لا يَـملّون مِن الدّعاءِ له بالرّحمة والمغفرة. لقد رحلتَ، يا كبدِي. وعسى أن يُـحسنَ اللهُ عزائي. أسأل اللهَ العظيم أن يسكنَه الفردوسَ الأعلى مِن الجنّة. يا ربّي، اِجعلْ جدّي مِـمَّنْ يقولون: «يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِـمَا أَنَا فِيهِ مِنْ نَعِيمٍ».

اللّهمَّ، اُجْبُرْ كَسْرةَ قلوبنا على فراقه. يا ربّي، يسّرْ ذلك بقولك: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِـمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الـخَالِيَةِ». رحمَ اللهُ رجلا كان لي أبًا قبل أن يكونَ لي جدّا.

حفيدتُك الّتي لن تنسَى الدّعاءَ لك.

أمل ضيف، 1ث1، معهد المنتزه، 2021-2022

مدوّنة: "إبداعاتٌ معهد المنتزه، الكبّاريّة 

https://ibdaat19.blogspot.com/2022/01/11-2021-2022.html


ليست هناك تعليقات: