السبت، 25 يناير 2020

مقال: (اِغتصابٌ قانونيٌّ)، آمنة شوشان، 1ث7، المنتزه، 19-2020

²c اِغْتِصَابٌ قَانُونِيٌّ d²

ما بك؟ ألا تعرفُني؟! أنا التّي أولادُ بلادها اغتصبُوها، وإلى الغابةِ أخذُوها، وفعلتَهم بي فعلُوها... ألا تعرفُنِي؟! أنا الّتي ثيابَها مزّقُوها، وعن جسدِها نزعُوها. أنا الّتي ضربُوها وعذّبُوها واغتصبُوها.

أنا الّتي سُلبتْ مِنها حرّيّتُها على يدِ الظّالمِ الّذي شعارُه: «لا تَلْبسِي ذاكَ الفُستانَ القصيرَ». أنا لؤلؤةُ الـمَمرّاتِ. ألا تعرفُني؟! أنا عقلٌ وروحٌ وجسد. ألا تعرفُني؟! أنا الّتي خُلقتْ مِن أجلِ نفسِها ومستقبلِها ومهنتِها وأحلامِها وأسفارِها لا مِن أجل أن تُفرِغَ فيها عُقدَك الجنسيّةَ. ألا تعرفُني؟! اُنظرْ إليَّ مَليّا: قد أكونُ أختَكَ أو امرأتَك أو ابنتَك أو حتّى جارتَك... ألَـمْ تعرفْني إلى الآن؟! أنا الّتي تَـحطّمَ شبابُها وأُهين شرفُها. أنا الّتي جميعُ النّاسِ سيحاكمُونَها ويحاسبُونَها ويظلمُونَها وفي صدرِها سيغرسونَ كلامَهم سكاكينَ ذَبّاحةً نَـحّارةً.

ألا تعرفني؟! أنا الضّحيّةُ... والقضيّةُ.

²c آمنة شوشان d²

²c 1ث7: ديسمبر 2019 d²