{ أهواكَ، يا قَمرِي
{ القمرُ هو
روحُ اللّيلِ ونورُه. هو إعلانُ السّماءِ عن سعادتِها وترحيبُ الأرضِ برؤيتِها.
هو نورٌ أعطتْه لها شمسٌ عند رحيلِها لتعلنَ أنّه نائبُها. أعلنتْه ملكَ النّجومِ
وضوءَ السّماءِ وراحةَ العبادِ. هو هدوءٌ وسكينةٌ تتكلّمُ فيهما العقولُ وتتّفقُ
الأرواح وتَصْفُو القلوبُ. قمرِي، هل
لي أنْ أستعيرَكَ وأجعلَكَ ملجئِي لأنّكَ أخذتَ قلبي معك وجعلتَ النّجومَ تغارُ
منّي وتشتمُني؟ هل لكَ أنْ تُنوّرَ حياتي؟ أم إنّ السّماءَ لنْ تدعَكَ ترحل
مأمورةً مِن الأميرة؟ هي مُـميّزةٌ عندما تكونُ في السّماءِ. تَراها في النّهارِ،
وتختفي في اللّيالي لتَحُلَّ محلَّها. وتُداوِي جروحَها. قمرِي، خُذْ روحِي، واجْعَلْها
مِلْكَكَ، أو اترْكني ألـمَحُكَ مِن بعيدٍ وأصلّي لله وأنتَ شاهدٌ على صفاءِ النّوايا
ونقاءِ العقول وحبِّ الوجود وكثرةِ الوعود وصدقِ الوفاء... تلك هي معاني الوجود:
حبُّ النّاس رغم الصّعوبات، وتمنّي الخير لهمْ رغم ندرتِه، ومساعدةُ العباد رغم
تخاذلِـهم. قمرِي، يا
روحَ الحياة، يا مَن سمّوكَ على اسمِ الوجود. أنتَ جوهرةٌ لا تُباع ولا تُشترَى.
أنتَ كنزٌ لا يُقدَّر بثمنٍ. أنتَ حبٌّ وأملٌ. أنتَ عينُ السّماء. أنتَ عِشقٌ لا
يظهر. أنتَ غرامٌ لا يَرحل. أنتَ نورٌ لا يَضمحلّ. أنتَ صدقٌ لا يملُّ. أنتَ حبٌّ
لا يكذب.. النّقاءُ اِسمُك وصفتُك وكنيتُك وموطنُك. وأنا شاهدةٌ على حلاوةِ نظرتِك
ومدى تضحياتِك. جازاك الله خيرا. { شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022 { |
هذه مدوّنةٌ تنشرُ إبداعات التّلاميذ في المعهد الثّانويّ "المنتزه" خلال السّنوات الدّراسيّة: 2019-2025.
السبت، 18 يونيو 2022
خاطرة: (أهواكَ، يا قمري)، شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022
الخميس، 9 يونيو 2022
خاطرة: (حبُّ الوجود)، شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022
± حُــبُّ الوُجُود ± الأحاسيسُ
متعدّدةٌ. ولكنّها تتّجه نحو هدفٍ واحد. فهي عبارةٌ عن نواةٍ تُـمثّل قلبَ الزّهرة
الّتي تعيشُ بها وتكونُ غذاءَ النّحل الّذي يَـمتصُّ مِن رحيقِها ليقدّمَ لنا عسَلا
نتغذّى به ويشفينا مِن الأمراض. لهذه الزّهرةِ فوائدُ كثيرةٌ. فهي تُريحنا وترفعُ
عنّا الأزمات. تنقِّي أجسامَنا بعطرها الّذي يفوحُ في الهواء ليصلَ
إلى الإنسانِ الّذي يبدُو أنّه قويٌّ في الظّاهرِ لا يستطيعُ أحدٌ مواجهتَه لأنّه
الـمُتحكّمُ في دواليبِ الحياة. لكنّه في الحقيقة ضعيفٌ مِن الدّاخل إلى درجةِ أنّه
يحتاجُ تلك الزّهرةَ الّتي تُـمثّل له أملاً جديدا يُداوي به آلامَه. فتجفُّ
دموعُه الّتي هطلتْ حتّى ذبلتْ عيناه وانقطعتْ أنفاسُه، حتّى نادت الحياةُ وهي
تقول: "يجب أنْ تستغفلني بحكمةٍ. فلا تجعلْ
وقتَ السّعادة حُزنا لأنّ مقامِي أرفعُ مِن البُؤس، حتّى تخرجَ الرّوحُ مِن
الجسد وترحلَ عنّي. فاعملْ بنصيحتي، وتحكّمْ بنفسك، واجعل الرّاحةَ رفيقتَك والتّفكيرَ
ملاذَك. فهو نورٌ يقودُك إلى النّجاحِ. والعملُ قوّتُك، وحسنُ التّصرّف حكمتُك.
واجعلْ مِن الضّعفِ إرادةً وعزيمةً بها تقوَى".
فلا أحدَ يمكنُه أن يهدِمَ آمالَنا أو يحطّمَ مشاعرَنا لأنّك تلك الذّاتُ البشريّة.
يجب أنْ تعلمَ أنّ الرّوحَ هي عبارةٌ عن ذبذباتٍ تُصدِرُ صوتا خافتا لا ندركُه
لأنّه في أعماقِنا. هو موجودٌ في أرواحنا الّتي تغوصُ في أعماقِ البحر لترَى
أملا يأخذُها ويريحُها ويرفعُ عنها الألـمَ. وترى مخلوقاتٍ جديدةً تتعايشُ معها
وتعتبرُها جزءًا مِن أعماقِها. تتكلّمُ بلغةٍ تفهمُها، هي لغةٌ صافية لا مبالغةَ
فيها، لغةُ النّقاء والصّفاء. فلا يوجدُ في هذا العالم سوى الحبِّ الصّادق والتّضحياتِ
الجميلة الّتي ترافقُه. مغامراتٌ مشوّقة وأفكارٌ مبتكَرة لا يعرفُها إلاّ مَن
صنعَها لأنّه بيتُ السّعادة، بيتُ البحر والنّجوم بين الهواء ولذّة الوجود في
العين وعلى القلوب. اِجتمعت النّوايا على أنْ تبقَى في هذا العالمِ المريح واتّفقتْ
أنْ تكونَ الدّنيا خيالَ الصّدق وقولَ الحقّ وفعلَ الخير ومطلعَ الفجر. ±
شهد الزّواري، 1ث1، تونس: 2022.6.07 ± |
السبت، 4 يونيو 2022
خاطرة: (ألمُ النّسيان)، أمل ضيف، 1ث1، المنتزه، 21-2022
v ألـمُ النّسْيان v بعد
رحيلِه أدركتُ أنّه يوجدُ بكاءٌ بلا دموع وصراخٌ يقطع الحنجرةَ بلا صوت. أحاولُ
نسيانَه. لكنّه في مكانٍ ما مِن الرّوح حيث لا السّنواتُ الّتي مرّتْ أو الّتي
ستمرّ قد تصنعُ الصّيفَ أو الشّتاء. مرّت الأعوامُ وأنا مشتاقٌ، وشوقِي ما برد. مرّتْ
سنةٌ والعينُ يعشقُها السّهرُ. مرّتْ سنةٌ والشّوقُ ما انْـمـحَى. ويقرأ النّاسُ
أحرفَنا. فتعجبُهم، ويحسبُون أنّ الحزنَ إبداعٌ. سيشهد الحرفُ أنّ الحبرَ دموعُنا.
قلبي إليك مِن الأشواق يحترقُ، ودمعُ عيني مِن المآقي يندفقُ. الشّوقُ يحرقني، والدّمعُ
يغرقني. فهل رأيتَ غريقا وهو يحترق؟ أحيانا أشعرُ أنّ الكتابةَ جرحٌ ينزف. أكتبُ
محاولاً تضميدَ الجراح. ولكنّها تزدادُ وجَعا ونزْفا. فمنذ أن رحلتَ وأنا أستيقظُ
في منتصفِ اللّيل أملا في تلقِّي رسالةٍ منك. ولكنّي أُرسل لكَ رسالةً أملا في أن
تراها. بعد كلِّ محاولاتِ الانتحار الّتي فشلتُ فيها، ربّـما كان مقدَّرا لي ألاّ
أستريحَ. وكنت أقول للملائكةِ كلَّ ليلة: «أخبروه
أنّي على وصْلِه حَيِيتُ. وبعد أن تفارقنا، أصبحَ موتي في حضني». واللهِ،
لا أدري بعد فراقكَ كيف يأتي النّومُ إلى مدامِعي! v أمل ضيف،
1ث1، تونس:
2022.6.04 v |
المنشوراتُ الأكثرُ قراءةً:
- شعر: (لَن أنحنيَ للقدَر)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 19-2020
- مقال عن خرافة: (الحقيقةُ والكذبُ)، عبير الحمدي، 1ث8، المنتزه، 19-2020
- رسم لِخرافة: (الحقيقةُ والكذبُ)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 19-2020
- مقال: (التّعليق على قصّة مطالعة)، إسلام القارشي، 3 آداب 1، 2021-2022
- مقال: (موقفي مِن أسلوب الحكاية المثليّة)، سارّة المرابطي، 1ث2، المنتزه، 22-2023