الخميس، 9 يونيو 2022

خاطرة: (حبُّ الوجود)، شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022

± حُــبُّ الوُجُود ±

الأحاسيسُ متعدّدةٌ. ولكنّها تتّجه نحو هدفٍ واحد. فهي عبارةٌ عن نواةٍ تُـمثّل قلبَ الزّهرة الّتي تعيشُ بها وتكونُ غذاءَ النّحل الّذي يَـمتصُّ مِن رحيقِها ليقدّمَ لنا عسَلا نتغذّى به ويشفينا مِن الأمراض. لهذه الزّهرةِ فوائدُ كثيرةٌ. فهي تُريحنا وترفعُ عنّا الأزمات. تنقِّي أجسامَنا بعطرها الّذي يفوحُ في الهواء ليصلَ إلى الإنسانِ الّذي يبدُو أنّه قويٌّ في الظّاهرِ لا يستطيعُ أحدٌ مواجهتَه لأنّه الـمُتحكّمُ في دواليبِ الحياة. لكنّه في الحقيقة ضعيفٌ مِن الدّاخل إلى درجةِ أنّه يحتاجُ تلك الزّهرةَ الّتي تُـمثّل له أملاً جديدا يُداوي به آلامَه. فتجفُّ دموعُه الّتي هطلتْ حتّى ذبلتْ عيناه وانقطعتْ أنفاسُه، حتّى نادت الحياةُ وهي تقول: "يجب أنْ تستغفلني بحكمةٍ. فلا تجعلْ وقتَ السّعادة حُزنا لأنّ مقامِي أرفعُ مِن البُؤس، حتّى تخرجَ الرّوحُ مِن الجسد وترحلَ عنّي. فاعملْ بنصيحتي، وتحكّمْ بنفسك، واجعل الرّاحةَ رفيقتَك والتّفكيرَ ملاذَك. فهو نورٌ يقودُك إلى النّجاحِ. والعملُ قوّتُك، وحسنُ التّصرّف حكمتُك. واجعلْ مِن الضّعفِ إرادةً وعزيمةً بها تقوَى". فلا أحدَ يمكنُه أن يهدِمَ آمالَنا أو يحطّمَ مشاعرَنا لأنّك تلك الذّاتُ البشريّة. يجب أنْ تعلمَ أنّ الرّوحَ هي عبارةٌ عن ذبذباتٍ تُصدِرُ صوتا خافتا لا ندركُه لأنّه في أعماقِنا. هو موجودٌ في أرواحنا الّتي تغوصُ في أعماقِ البحر لترَى أملا يأخذُها ويريحُها ويرفعُ عنها الألـمَ. وترى مخلوقاتٍ جديدةً تتعايشُ معها وتعتبرُها جزءًا مِن أعماقِها. تتكلّمُ بلغةٍ تفهمُها، هي لغةٌ صافية لا مبالغةَ فيها، لغةُ النّقاء والصّفاء. فلا يوجدُ في هذا العالم سوى الحبِّ الصّادق والتّضحياتِ الجميلة الّتي ترافقُه. مغامراتٌ مشوّقة وأفكارٌ مبتكَرة لا يعرفُها إلاّ مَن صنعَها لأنّه بيتُ السّعادة، بيتُ البحر والنّجوم بين الهواء ولذّة الوجود في العين وعلى القلوب. اِجتمعت النّوايا على أنْ تبقَى في هذا العالمِ المريح واتّفقتْ أنْ تكونَ الدّنيا خيالَ الصّدق وقولَ الحقّ وفعلَ الخير ومطلعَ الفجر.

± شهد الزّواري، 1ث1، تونس: 2022.6.07 ±


سوسة، جوهرةُ السّاحل، عدسة: فوزيّة الشّطّي 

ليست هناك تعليقات: