السبت، 18 يونيو 2022

خاطرة: (أهواكَ، يا قمري)، شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022

{ أهواكَ، يا قَمرِي {

القمرُ هو روحُ اللّيلِ ونورُه. هو إعلانُ السّماءِ عن سعادتِها وترحيبُ الأرضِ برؤيتِها. هو نورٌ أعطتْه لها شمسٌ عند رحيلِها لتعلنَ أنّه نائبُها. أعلنتْه ملكَ النّجومِ وضوءَ السّماءِ وراحةَ العبادِ. هو هدوءٌ وسكينةٌ تتكلّمُ فيهما العقولُ وتتّفقُ الأرواح وتَصْفُو القلوبُ.

قمرِي، هل لي أنْ أستعيرَكَ وأجعلَكَ ملجئِي لأنّكَ أخذتَ قلبي معك وجعلتَ النّجومَ تغارُ منّي وتشتمُني؟ هل لكَ أنْ تُنوّرَ حياتي؟ أم إنّ السّماءَ لنْ تدعَكَ ترحل مأمورةً مِن الأميرة؟ هي مُـميّزةٌ عندما تكونُ في السّماءِ. تَراها في النّهارِ، وتختفي في اللّيالي لتَحُلَّ محلَّها. وتُداوِي جروحَها. قمرِي، خُذْ روحِي، واجْعَلْها مِلْكَكَ، أو اترْكني ألـمَحُكَ مِن بعيدٍ وأصلّي لله وأنتَ شاهدٌ على صفاءِ النّوايا ونقاءِ العقول وحبِّ الوجود وكثرةِ الوعود وصدقِ الوفاء... تلك هي معاني الوجود: حبُّ النّاس رغم الصّعوبات، وتمنّي الخير لهمْ رغم ندرتِه، ومساعدةُ العباد رغم تخاذلِـهم.

قمرِي، يا روحَ الحياة، يا مَن سمّوكَ على اسمِ الوجود. أنتَ جوهرةٌ لا تُباع ولا تُشترَى. أنتَ كنزٌ لا يُقدَّر بثمنٍ. أنتَ حبٌّ وأملٌ. أنتَ عينُ السّماء. أنتَ عِشقٌ لا يظهر. أنتَ غرامٌ لا يَرحل. أنتَ نورٌ لا يَضمحلّ. أنتَ صدقٌ لا يملُّ. أنتَ حبٌّ لا يكذب.. النّقاءُ اِسمُك وصفتُك وكنيتُك وموطنُك. وأنا شاهدةٌ على حلاوةِ نظرتِك ومدى تضحياتِك. جازاك الله خيرا.

{ شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022 {

✾ ربيع تونس 2022، عدسة: فوزيّة الشّطّي

ليست هناك تعليقات: