السبت، 4 يونيو 2022

خاطرة: (ألمُ النّسيان)، أمل ضيف، 1ث1، المنتزه، 21-2022

v ألـمُ النّسْيان v

بعد رحيلِه أدركتُ أنّه يوجدُ بكاءٌ بلا دموع وصراخٌ يقطع الحنجرةَ بلا صوت.

أحاولُ نسيانَه. لكنّه في مكانٍ ما مِن الرّوح حيث لا السّنواتُ الّتي مرّتْ أو الّتي ستمرّ قد تصنعُ الصّيفَ أو الشّتاء. مرّت الأعوامُ وأنا مشتاقٌ، وشوقِي ما برد. مرّتْ سنةٌ والعينُ يعشقُها السّهرُ. مرّتْ سنةٌ والشّوقُ ما انْـمـحَى. ويقرأ النّاسُ أحرفَنا. فتعجبُهم، ويحسبُون أنّ الحزنَ إبداعٌ. سيشهد الحرفُ أنّ الحبرَ دموعُنا. قلبي إليك مِن الأشواق يحترقُ، ودمعُ عيني مِن المآقي يندفقُ. الشّوقُ يحرقني، والدّمعُ يغرقني. فهل رأيتَ غريقا وهو يحترق؟ أحيانا أشعرُ أنّ الكتابةَ جرحٌ ينزف. أكتبُ محاولاً تضميدَ الجراح. ولكنّها تزدادُ وجَعا ونزْفا. فمنذ أن رحلتَ وأنا أستيقظُ في منتصفِ اللّيل أملا في تلقِّي رسالةٍ منك. ولكنّي أُرسل لكَ رسالةً أملا في أن تراها. بعد كلِّ محاولاتِ الانتحار الّتي فشلتُ فيها، ربّـما كان مقدَّرا لي ألاّ أستريحَ. وكنت أقول للملائكةِ كلَّ ليلة: «أخبروه أنّي على وصْلِه حَيِيتُ. وبعد أن تفارقنا، أصبحَ موتي في حضني».

واللهِ، لا أدري بعد فراقكَ كيف يأتي النّومُ إلى مدامِعي!

v أمل ضيف، 1ث1، تونس: 2022.6.04 v


❤ ربيع تونس، 2022، عدسة: فوزيّة الشّطّي 

ليست هناك تعليقات: