السبت، 25 يناير 2020

مقال: (اِغتصابٌ قانونيٌّ)، آمنة شوشان، 1ث7، المنتزه، 19-2020

²c اِغْتِصَابٌ قَانُونِيٌّ d²

ما بك؟ ألا تعرفُني؟! أنا التّي أولادُ بلادها اغتصبُوها، وإلى الغابةِ أخذُوها، وفعلتَهم بي فعلُوها... ألا تعرفُنِي؟! أنا الّتي ثيابَها مزّقُوها، وعن جسدِها نزعُوها. أنا الّتي ضربُوها وعذّبُوها واغتصبُوها.

أنا الّتي سُلبتْ مِنها حرّيّتُها على يدِ الظّالمِ الّذي شعارُه: «لا تَلْبسِي ذاكَ الفُستانَ القصيرَ». أنا لؤلؤةُ الـمَمرّاتِ. ألا تعرفُني؟! أنا عقلٌ وروحٌ وجسد. ألا تعرفُني؟! أنا الّتي خُلقتْ مِن أجلِ نفسِها ومستقبلِها ومهنتِها وأحلامِها وأسفارِها لا مِن أجل أن تُفرِغَ فيها عُقدَك الجنسيّةَ. ألا تعرفُني؟! اُنظرْ إليَّ مَليّا: قد أكونُ أختَكَ أو امرأتَك أو ابنتَك أو حتّى جارتَك... ألَـمْ تعرفْني إلى الآن؟! أنا الّتي تَـحطّمَ شبابُها وأُهين شرفُها. أنا الّتي جميعُ النّاسِ سيحاكمُونَها ويحاسبُونَها ويظلمُونَها وفي صدرِها سيغرسونَ كلامَهم سكاكينَ ذَبّاحةً نَـحّارةً.

ألا تعرفني؟! أنا الضّحيّةُ... والقضيّةُ.

²c آمنة شوشان d²

²c 1ث7: ديسمبر 2019 d²

الأربعاء، 22 يناير 2020

مقال: (العزيمةُ)، آمنة شوشان، 1ث7، المنتزه، 2019-2020

² العَـــزِيمَـــةُ ²

كادتْ أحلامِي تتلاشَى الواحدَ تلوَ الآخر. أحاطَ بي الهمُّ مِن كلِّ الجوانب، وكأنّي أملكُ حزنَ الكون بأسرِه.

رحلَ معشوقِي الّذي يُضرَب به الـمثلُ في هذا العالَـم. يُقال إنّه الحبُّ الأوّل لأيِّ بنتٍ. رحلتْ صديقتي ونبعُ الحنان... تزوّج كلاهُما. وسار كلٌّ مِنهما في طريقِه... رسبتُ في سنتِـي الخامسةِ مِن المرحلةِ الابتدائيّة. ظننتُ أنّ حياتي انتهتْ. لكنْ اكتشفتُ مع مرورِ الزّمن أنّ هذا كلَّه لم يكنْ صحيحا... حينها بدأتْ مغامرتِـي: أخذتُ قلمي وكرّاسي. وانطلقتُ في رحلتي الكتابيّةِ. تعلّمتُ مع قطّتي العيشَ بسلامٍ. تعلّمتُ المسؤوليّةَ وحبَّ النّفسِ. أمّا الشّعورُ الوحيد الّذي يُسبّبُ لي حساسيّةً فهو: فكرةُ الابتعادِ عن جدّتي... كادتْ حبالِـي الصّوتيّةُ تنقطعُ في أيّامٍ معدودة مِن شدّةِ الصّراخ ولوعةِ الشّوق. لم أشعرْ يوما واحدا في حياتي بحنانِ الأبِ والأمِّ. بيد أنّي فتاةٌ غامضة كاتبة تُعطي العِبرَ للنّاس. لا أريدُ شفقةً لأنّي لا أحتاجُها. أحتاجُ دوائي: قلمي وكرّاسي. أحتاجُ عقلي الرّصينَ وفكري النّاضجَ.

ما دامَ الأملُ طريقا سالِكا، فسنَحيا.

² آمنة شوشان ²

1ث7: ديسمبر 2019  

 

قوس قزح، عدسة: فوزيّة الشّطّي

الأحد، 19 يناير 2020

رسم: (أسطورةُ نرسيس)، هبة الله السّاسي، 1ث7، المنتزه، 19-2020

نرسيسُ السّاحرُ الوسامةِ، هبة الله السّاسي، 1ث7


نرسيسُ المغرورُ، هبة الله السّاسي، 1ث7



مدوّنة دروس وفروض للسّنة الأولى من التّعليم الثّانوي التّونسيّ 
رابطُ نصّ: 'أسطورةُ نرسيس'

الجمعة، 17 يناير 2020

مقال: (آفةُ الظّلمِ)، محمّد لؤي الماجري، 4علوم1، المنتزه، 19-2020

❀ آفةُ الظّلمِ

❀ 'الظُّلْمُ مُؤْذِنٌ بِخَرَابِ العُمْرَانِ

عبدُ الرّحمانِ بنُ خَلدون 

إنّ الظّلمَ مِن أسوأ ما يمكنُ أن يشعرَ به الإنسانُ. فهو يُفقِد الشّخصَ كرامتَه وإنسانيّتَه. وقد يؤثّر عليه سلْبا بما يدفعُه إلى ردِّ الفعل على مَن ظلمَه وعلى المجتمعِ الّذي يُحيطُه ردّا عنيفا جدّا. فهل 'الظّلمُ مُؤذِنٌ بخرابِ العُمران' كما يقولُ العلاّمةُ؟

إنّ هذه الحكمةَ الخَلدونيّةَ مؤكَّدةٌ وسارية في جميعِ الأماكن والأزمان. فإنْ أرادتْ دولةٌ مّا التّقدّمَ، عليها أن تُعلِنَ الحربَ على الظّلمِ والفسادِ. فالفسادُ هو مِن مشتقّاتِ الظّلمِ ومِن نتائجه. والظّلمُ هو السّببُ الرّئيسُ في خرابِ الدّولِ. هذا لأنّه يخلقُ شعورا بالنّقمةِ على الحاكمِ خاصّةً وعلى الدّولةِ عامّةً لأنّه يُؤدّي إلى العزوفِ عنِ العمل والإنتاج. وشيئا فشيئا تنمُو عند الشّعبِ مواقفُ اللاّمبالاةِ والامتناعِ عن تطبيق القانون والإدمانِ على الفوضى مِـمّا يُهدّد بانهيارِ الدّولة.

إنّ الظّلمَ، حسْب رأيي، هو السّببُ الرّئيسيُّ في انهيارِ الدّولة. فالشّعبُ، إنْ ظُلِم، سينفجرُ آجلا أو عاجلا. وقد ينخرطُ في حروبٍ دامية مع الحكّامِ ومع جيوشِهم. وكثيرا ما تُسفرُ هذه الحروبُ عن موتِ آلاف الأبرياء وتهجيرِ العائلات الآمنة ومحوِ الحضارات العريقة وتدميرِ الكنوز التّاريخيّة. زدْ على ذلك أنّ الظّلمَ هو سببٌ غيرُ مباشرٍ لعدّةِ جرائم شنيعة. فالكثيرُ مِن الـمُجرمين تعرّضُوا سابقا لمظالـمَ ردُّوا عليها بطريقةٍ عنيفة. بل إنّ أغلبَ زعماء المافيا هم فائقُو الذّكاء وأصحابُ مواهب استثنائيّة في التّخطيط. لكنْ زلّتْ بهم القدمُ إلى عالـمِ الجريمة المنظَّمة. هُـمِّشتْ مواهبُهم، فتمّ استقطابُهم للعملِ ضدّ الدّولة.

إذنْ فالظّلمُ آفةٌ خطيرة يجب محاربتُها بكلِّ الوسائل لأنّ تفشِّيها دمارٌ للجميع.

❀ محمّد لؤي الماجري

❀ 4 علوم 1: ديسمبر 2019


 ❤ القصر الرّومانيّ باللّجم، ولاية المهديّة، تونسعدسة: فوزيّة الشّطيّ

الأربعاء، 15 يناير 2020

مقال: (الطّلاقُ الملعونُ)، آمنة شوشان، 1ث7، المنتزه، 19-2020

الطّلاقُ المَلعونُ
أبي، ما عاد بيتُنا كما كانَ.
أنا لستُ الفتاةَ الصّغيرةَ أو المراهقةَ. لا، بل أنا فتاةٌ ناضجةُ الفكر. صحيحٌ أنّ جسدي لم يكتملْ بعدُ. لكنّي واثقةٌ أنّ عقلي قد نضجَ.
يُخيفني كوْني أكثرَ وعيا مِن عمري. فأنا أفهمُ الأشياءَ الحقيقيّة وأدقَّ التّفاصيل. وأفكارُ الآخرين واضحةٌ لديّ. فأنا أقرأ عيونَهم كأنّها روايةٌ سهلة سلِسة.
يُخيفني كوني أفهمُ أرواحَهم دون أن يتفطّنوا لي. فأنا فتاةٌ واثقة مِن نفسِها لا تهتمُّ بما يُقال لها وتتجاهل ضجيجَ مَن حولها ببراعة، فتاةٌ عاشقة للضّحك المجنون مع مَن أحبّهم. يُقال أنّي محظوظةٌ وبارعةٌ في إخفاءِ حزني. هذا لأنّي أمقتُ الشّفقةَ وفكرةَ استضعافي، أمقتُ الخيانةَ وكلَّ مَن يحاول مجاملتي نِفاقا... هذه أنا الآن.
لكنْ لِنعدْ إلى زمن الماضي قبل عدّة سنوات لـمّا سلبَ الطّلاقُ أحلامي الطّفوليّةَ وإحساسي بمعاني 'أمّي' و'أبي'، سلبَ دميتي الصّغيرةَ ومكعَّباتي المفضَّلةَ الّتي كنتُ ألعبُ بها مع والدي. بيد أنّ الطّلاقَ علّمني بقدر ما حطّم قلبي وعقلي، عقلي الّذي ما زال إلى اليومِ يتذكّر لحظاتِ المحكمة وقرارَ الانفصال.
هذا هو الطّلاقُ الملعونُ الّذي أشكرُه لأنّه صنعَ مِنّي فتاةً صلبة، أشكرُه لأنّه مزّق شرايينَ قلبي... أشكرُك أيّها الطّلاقُ الملعونُ.
آمنة شوشان
1 ث 7: ديسمبر 2019


صورة مِن النّات