الخميس، 21 أبريل 2022

خاطرة: (مِن محاسنِ الصُّدف)، شهد الزّواري، 1ث1، المنتزه، 21-2022

©± مِن محاسنِ الصُّدف ±©

هذه الحياةُ مليئةٌ بالصُّدف الّتي تجعلكَ تندهش مِنها. لا تعلمُ كيف ستكافئها أو كيف ستردُّ لها الجميلَ. ما أجملَ تلك الأوقات الّتي فيها قلبٌ يتكلّمُ وروحٌ تدافعُ عن الحياةِ وتقول: "أنا هنا أجاهدُ مِن أجلِ العيْش. أناهضُ الظّلمَ مِن أجلِ البلاد".

أحبّكِ، أيّتها الصّدفُ الجميلة. فرغم بُعدِ المسافات أنتِ قريبة. أراكِ في النّجُوم. أتذكّرُكِ في الـمَنام. أقابلُكِ في الخيال. أتنفّسُ معكِ. وأشعرُ براحةٍ كبيرَة وأنتِ بجانبي. أتـمنَّى أنْ تدومِي معي وأنْ تتذكّرينِـي في غيابي وأنْ أكونَ، كما قلتُ، الغائبَ الحاضر لا الحاضرَ الغائب. ففي الرّوحِ إحساسٌ يعجزُ المتكلّمُ عن قولِه ويصمتُ القلبُ لسرعةِ دقّاته وتَرْجِفُ اليدُ بذكْرِه. ويعملُ العقلُ، لكنّه يعجزُ عن وصفِه. أيمكنُ أنْ تكونَ هذه سعادةً أبديّة؟ أمْ هي فترةُ قصيرةٌ مِن الحياة ستنتهي لا أعلم كيف أو متى؟ أيمكنُ أنْ تبقى خالدةً في أذهانِنا؟ أمْ هو مجرّدُ حلمٍ سينتهي مع مرورِ الوقت؟ أيمكنُ أنْ تجعلَك الصّدفةُ فرِحا؟ أمْ إنّها ستجرحُ قلبَك في يومٍ ما أو تقلّلُ مِن قيمتِك وتستضعفُك وتقولُ: "يكفِيكَ تـمنِّيا. لقد انتهَى زمنُ الأحلامِ. وأصبحَ كلُّ شيءٍ أوهاما. ولا يمكنُ أنْ تأخذَ السّعادةُ مكانًا ما دام السّلامُ لم يتحقّقْ في الدّنيا. لا يمكنُ للقلبِ أنْ يرتاحَ ما دام الظّلمُ والاستبدادُ يرافقَاننا ويُـحنيان رؤوسَنا ويقتلاننا ونحنُ أحياء.

± شهد الزّواري © 1ث1 © تونس © 2022.4.20 ±

❤ مدينة المنستير، عدسة: فوزيّة الشّطّي 

ليست هناك تعليقات: